نكتب لنعبّر عما في الوجدان...فتصطف الحروف على سطور الصفحات...وعندما تضيق الدنيا نبحث عن فراغ بينها علّنا نجد القليل لنكتب ولو حروفاً بسيطة...
كلها كلمات نابعة من القلب..تحكي قصة قلبٍ أحب..أو ربما يحب..أو ربما تعبَ من الحب..أو ربما...ربما ..ربما..كان مزار تزوره اللآلام...
كلها معاني يحكيها القلب من صميم نبضاته...فتعزف ألحان السعادة..أو الحزن..على شرفات الحب...
فنحن جميعاً نمتلك في وجداننا جوهرة ثمينة وهي القلب..الذي يسكن بين أعماقنا ..وهو السبيل الوحيد لوجودنا..ولولا وجوده..لم نكن هنا..على قيد الحياة...
أيضاً قد نمتلك قلباً .. ولكن من كثرة الالام والاحزان ..يكون هذا القلب ميتاً ..بلا روح..فاقداً للحب..فاقداً للحنان..
وقد نمتلكُ قلباً مليئاً بالحنان والحب..ولكن من شدة الالم...تتوه المشاعر بين جدران الحياة..باحثة عن مأوى لها..تسكن فيه ..وتنسى الحزن..والآلام..
هكذا هي فلسفة القلب..وجوده أغلى من أي شيء في حياتنا...وفي فلسفة الحياة قواعد كثيرة نتبعها للوصول الى ما نريده..ومن أساسيات الحياة .. الحب!
فقد يعتبر البعض ان الدنيا من دون الحب لا معنى لها ..والبعض الاخر.. ان الحب هو كل شي في الدنيا..أو يعتبرون ان الحب هو أساس التعاسة!!!
يظن البعض ان الحب سيد الدنيا... نمتلكه بسهولة ونفتقده بصعوبة.. نعم الحب شيء جميل.. واجمل ما في الدنيا.. وما في الكون...ولكن للحكاية تتمى.!!
الحب هو أغلى ما يملكه القلب في سيرة وجوده... يعزف اولى موسيقاه على اوتار تائهة ... ليكتشف في ما بعد سر بقائه...
هو الحب... بحروفه المصفوفة على السطور.. وكلماته المملوءة على كتب خلدها التاريخ... يخط على دفاتر العشق الجديدة ... قصائد يتغنى بها اللسان .. ويحيى بها قلب احب الحياة يوماً... ومات من شدة الألم...
كل انسان يمتلك قلباً.. يحب... ويعشق.. وقليلون هم من يحبون بصدق... فهؤلاء الصادقون فقط من يضيق بهم التاريخ.. وتمحى من صفحات وجودهم حروف كانت تعني لهم الكثير..
يُجرحون ويتألمون... وكل هموم الدنيا.. تستوطن قلوبهم... فهم ليسوا ضعفاء ابدا .. وهم ليسوا عاجزين.. لكنهم طيبون... احبوا الاخرين من قلبهم.. فأصبح قلبهم مزاراً للسهام.. وظهورهم مزارا.... للسكاكين... يستلطفهم الناس لغاية.. وبعدها يرحلون!!!
هكذا هم الناس... يرون الطيب ، الطريق الوحيد لسعادتهم.. فقد نسو ان للأيام نهاية... وتنكشف كل أقنعة المختبئين بين ابتسامة القلب.. وابتسامة الشفاه الممزوجة بالغدر!!
نسو ان الآية ستنقلب لاحقاً.. ويحسون بآلام اكبر.. ويُطعنون بسكاكين وأسهم كثيرة.. لقد نسي هؤلاء ان القلب الذي تدخله الخيانة يموت ولا يمكن له ان يعيش من جديد...
فكل من خان وغدر.. تائه ... يبحث عن ضحية اخرى ليصطادها!!!
عجباً.. لهذه الدنيا... فقد كثر فيها الخائنون.. وقل فيها الطيبون... وان وجد فيها فهم يتألمون..
لا احد مرتاح.. ولا احد يعيش كما يريد ... وفي نظرية اخرى للحب.. بعد ان كانت الاولى مبنية على طيبة القلب... والخيانة والغدر... فالثانية سيدها الفراق... وأميرها الرحيل والوداع..
كل انسان يحب.. مهما كان.. ومهما كانت مرتبته في الحياة... ويعشق.. ولكن هناك نوعان.. الاول من يحب بصدق وهم قليلون.. يبحثون بصعوبة عن أناس يفهمون معنى الحب الحقيقي.. فعندما يجدون... يحبون من قلبهم ... ويعشقون الى ما لا حدود... ويقدمون الغالي دون الرخيص... ويدفعون حياتهم... من اجل ما يسمى الحب..!!
لكن...
ماذا بعد هذا الحب!!! يرحلون!!! ويتركون في قلوبنا غصة الفراق والم الرحيل... وتدمع أعيننا لما حصل... ونتمنى بعدها الموت... ونلوم انفسنا لما احببنا!! لما عشقنا!!! لما لما!! نطرح العديد من هذه الأسئلة ولكن!!! ماذا تفيد اليوم!!!
كان الحب حقيقاً... ولاسباب بسيطة او كبيرة ... ينتهي... بسهولة!!!
ولكن بعد الرحيل!!! الم وجراح... وعذاب ودموع... فالعين من شدة الألم !!! تختار طريق البحر لتبكي وتشكي!! فلا احد يفهم لغة الدموع... لا احد.. الا البحر...
اما النوع الثاني.. فنجده بكثرة.. فمجتمعنا يحتضن الكثير منه... الحب للتسلية!!! الحب لتمضية الوقت!! الحب للخيانة!!!! والغدر!!! كلها كلمات شائعة ... تطرق في آذاننا كصوت الطبول... وتعزف في قلوبنا موسيقى الموت الحقيقي!! الكل تائه!!!
ان كان حباً حقيقياً... ينتهي لاحقاً بالفراق والرحيل... فيبكي القلب دماً... وان كان الحب زائفاً... فالقلب ميت!! وقد اصبح بلا روح !!!
نفتقد جميعاً ... معاني الحب الحقيقة... وان لم تخلوا من الآلام... الا اننا لا نمتلكها بسهولة... كلها صعاب نتخطاها... نتعذب في الوصول... وان وصلنا ... فهذا إنجاز.... لكن ان لم نصل... فيبقى القلب... يسكن في مغارة الآلام... والأحزان... ويكتب على جدران الحب!! انني مت لأجلك!!!!
تاهت روح الحب... ورحلت مع المحبين ...! واصبحنا وحيدين تائهين ... نبحث عن انفسنا... فقد ضعنا... بين حروف العاشقين....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق